وصاروا يتجمعون من حوله، وأخذوا في إنشاء جبهة قتال متحدة جديدة، وبهذا أخذ مجرى القتال يتغير عما كان عليه (يوم نجح المشركون في تطويق المسلمين وإشاعة الارتباك في صفوفهم بعد حركة خالد وإشاعة مقتل الرسول صلى الله عليه وسلم).
[الهجوم على النبي صلى الله عليه وسلم]
شديد ولكن صيحة الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كانت قد جمعت شتات المسلمين المبعثرين على صعيد الهزيمة، وأعادت إليهم روحهم، فإنها كذلك نبّهت المشركين إلى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حي لم يقتل، ودلتهم على مكانه.
مما جعل الذات النبوية الكريمة هدفًا لهجمات المشركين السريعة المتلاحقة.
ولقد كانت فترة عصيبة حقًّا، تعرضت فيها حياة النبي الأعظم لأشد الأخطار، فقد عرف المشركون القريبون منه صلى الله عليه وسلم مكانه بالتحديد.
فمالوا عليه بثقلهم - وهو لما يزال في قلة قليلة من أصحابه - بغية التخلص منه والقضاء عليه، قبل أن يتمكن سواد أصحابه من الالتفاف حوله.
[المعركة تحتدم حول الرسول صلى الله عليه وسلم]
وهنا دخلت المعركة في طور آخر وأخذت نيرانها في الاشتعال من جديد.
فقد أدرك الصحابة الخطر الجسيم المحدق بنبيهم، فخشوا أن يطوّقه المشركون الذين عرفوا مكانه لا سيما في تلك الفترة التي لم يكن فيها معه سوى بعض هيئة أركان حربه وقلة ممن سارع بالانضمام إليه لا يزيدون على عدد أصابع اليادين.