للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دولته. فقد كان من أبرز قادة الفتح الإِسلامي (١).

لقد كان اليد اليمنى للقائد عمرو بن العاص الذي فتح مصر، وكان قائد ميمنة الجيش الذي استولى على مدينة قيسارية بفلسطين. وكان لإخلاصه وقدرته القيادية ومهارته الحربية يبعث به عمرو بن العاص حاكم مصر وقائد الجيوش فيها (بعد فتحها) يبعث به فيغير على الرومان في أفريقيا (المسماة اليوم بليبيا) فيظفر وينتصر في كل غارة يقوم بها، مما أكبره في عين الخليفة الفاروق الخبير بالرجال: والذي ولاه (في عهد ولاية ابن العاص) صعيد مصر (٢).

وقد ارتفعت به أعماله وطول باعه في الجهاد ورشحته لأعلى المناصب حتى أسندت إليه ولاية مصر كلها في عهد الخليفة عثمان (٣). ثم قاد الجيوش بنفسه من مصر نحو أفريقيا الشمالية فاجتاحتها جيوشه فحرر كل الأقاليم الممتدة من حدود مصر حتى منطقة القيروان بتونس، وكان يسانده عقبة بن نافع وغيره من القواد الأكفاء. وهو الذي هزم ملك أفريقيا الروماني "جرجير" في موقعة عقوبة (٤) التاريخية التي اشترك فيها "تحت قيادة عبد الله بن سعد" عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص والحسن والحسين ابنا عليّ بن أبي طالب وعبد الله بن جعفر.

وكان عبد الله بن سعد من أبرز القادة الذين اشتركوا في فتح جزيرة قبرص. كما أنه أيضًا أكمل فتح دنقلة في السودان. وبفضله دخل كثير من أهلها في الإِسلام.

[معركة ذات الصوارى البحرية]

ولعل من أعظم أعمال عبد الله بن سعد بن أبي سرح وأروعها، انتصاره


(١) انظر قادة فتح المغرب العربي للواء محمود شيت خطاب.
(٢) فتح مصر والمغرب ص ٢٣٣.
(٣) النجوم الزاهرة ج ١ ص ٦٦.
(٤) عقوبة. قال البلاذرى .. موضع بينه وبين سبيطلة يوم وليلة. وسبيطلة. قال ياقوت مدينة من مدن أفريقيا الشهيرة تبعد عن القيروان سبعون ميلًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>