فقد وضع المنافقون المتآمرون خطة جهنمية للتخلص من الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، وكان هؤلاء المنافقون قد وضعوا خطة الاغتيال على أساس أنها لو نجحت ستبدو وكأنها قضاء وقدر لأن ما قرر هؤلاء المنافقون أن يكون وسيلة قتلة النبي صلى الله عليه سلم له نظائر، فكثيرا ما يحدث لأفراد سبقوه.
فلم يقرر المنافقون (وهم يضعون خطة الاغتيال) أن يقتلوا النبي صلى الله عليه وسلم بسيف أو رمح أو سهم، وإنما قرروا زيادة في الكتمان أن يكون قتله عن طريق نفور الناقة التي يركبها وتردِّيها في واد سحيق بحيث لا يكون هناك أمل في سلامته إذا ما تردّت به الناقة في الوادي، ولا يكون مجال لاتهام أحد بقتله.
[كيف فشلت خطة المنافقين في الاغتيال]
كانت خطة المنافقين للاغتياك قابلة للنجاح بسهولة لو أن الجيش كله سلك الطريق الذي كان من المقرر أن يسلكها وهي عقبة تشرف على واد سحيق.
فقد علم المنافقون أنه في هذه العقبة الخطرة سيتزاحم الآلاف من راكبى الخيل والإِبل حول الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن السهل على فئة قليلة من الرجال الازدحام حول الناقة التي يركبها الرسول صلى الله عليه وسلم لتنفيذ المؤامرة بحيث يتمكنون في ظلام الليل من العمل بأية وسيلة (في غمرة الازدحام) على إسقاط النبي صلى الله عليه وسلم من على ظهر ناقته إلى الوادي للتخلص منه. فيبدو الأمر وكأنه قضاء وقدر. وهذا هو الذي استقر عليه رأى المنافقين (وهم يضعون خطة الاغتيال) إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغه خبر المؤامرة في اللحظات الأخيرة، وعندما بلغه ما يدبره المنافقون بالتفصيل عمل على إحباط المؤامرة، فأصدر أمره للجيش كله بأن يغير اتجاه سيره، فيسلك الوادي، بدلا من أن يسلك العقبة، ثم سلك الرسول صلى الله عليه وسلم العقبة وحده ومعه (فقط) ثلاثة نفر من أصحابه، وهم: عمار بن ياسر، وحذيفة بن اليمان، وحمزة بن عمرو