وحسب قواعد قانون الجوار هذا كفَّ رجال الدورية القرشيون عن عثمان بن عفان، لأَنهم يعرفون أن التعرض له بسوء سيعرّضهم لمتاعب ومصاعب عديدة بعد أن أصبح (بإعلان هذا الجوار) في حماية بني عبد شمس جميعًا، وهي قبيلة لها ثقلها العظيم بين القبائل القرشية.
[اجتماع عثمان بسادات المشركين في بلدح]
وفي وادي (بلدح) خارج مكة حيث تعسكر قريش وحلفاؤها بقواتهم الضاربة، اجتمع عثمان بن عفان بقادة قريش وأَبلغهم الرسالة التي كلفه النبي - صلى الله عليه وسلم - أَن يبلغهم إياها، والمتضمنة تخييرهم بين أَحد أَمرين: إمّا الدخول في الإسلام، وإما إقامة سلام بينهم وبين المسلمين، وترك النبي - صلى الله عليه وسلم - وسائر العرب، على أَن يلتزم القرشيون الحياد التام إِزاء أَي صراع دام ينشب بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وبقية مشركي العرب، كما تضمنت الرسالة أَيضًا إبلاغ قريش رسميًّا أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأْت للحرب ولا رغبة له فيها، وإنما جاء معتمرًا، وأَنه فور انتهائه وأَصحابه من نحر الهدي وإكمال مناسك العمرة سيغادرون مكة عائدين إلى المدينة. ولكن قريشًا رفضت كل هذه الحلول السلمية التي تضمنتها الرسالة النبوية الكريمة وأصروا على التشبث بموقفهم المتعنّت.
[خلاصة الرسالة النبوية إلى قريش]
وقد ذكر الواقدي خلاصة هذه الرسالة الهامة فقال: (فخرج عثمان حتى أَتى بَلدَح، فيجد قريشًا هنالك، فقالوا: أَين تريد؟ قال: بعثني