المدينة الصغير في معركة فاصلة شاملة. الأمر الذي كانت تتحاشاه قيادة المدينة وتعمل على تجنبه بكل معاني الكلمة، والذي (لكي لا يحدث) قامت قيادة المدينة الحازمة الواعية بحفر الخندق ليكون عازلًا طبيعيًا منيعًا يفصل بينهم وبين جيوش الأحزاب.
ومن أجل تنفيذ هذا المخطط الجديد، تضاعف ضغط المشركين على مواقع الجيش الإِسلامي وراء الخندق بصفة عامة، وصار أبو سفيان القائد العام لجيوش الأحزاب الذي كان يكتفى بإرسال فصائل من سلاح الفرسان لمناوشة المسلمين - يشرف بنفسه على عمليات هذا الضغط، ويقود بنفسه سلاح الفرسان الذي هو السلاح الرئيسي في عملية الضغط والإرهاق هذه.
وهكذا - وبعد فترة من الجمود استمرت عدة أيام جند الأحزاب إمكانياتهم (كمحاولة أخيرة) لإجبار المسلمين على الاشتباك معهم في معركة فاصلة يستأصلون فيها شأفة المسلمين.
ونتيجة لهذه المحاولة الجبارة الأخيرة من قبل الأحزاب، بلغ الضغط على المسلمين الذروة، فاشتد النبلاء عليهم أكثر من أي وقت مضى، وأخذ الضيق والكرب والخوف منهم كل مأخذ.
فقد أجهدتهم تنظيمات الحصار الجديدة إجهادًا شديدًا مع ما يعانون من شدة الجوع وقسوة البرد القارص والتخوف من أن يهجم عليهم اليهود من الخلف وهم بين براثن هذه المحنة الشديدة.
[أشد ليالي الخندق]
ونتيجة لتلاحق عوامل البلاء ضد المسلمين انسحبت فئات أخرى من ضعاف الإيمان من صفوف الجيش الإِسلامي، ولم يبق مع محمد في