وصلى الله على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وبعد، لقد سرنى أن اطلعت على مسودة (غزوة خيبر) .. الكتاب السادس من السلسلة التاريخية التي شرع الأخ الأستاذ محمد أحمد باشميل في إصدارها تحت اسم (معارك الإسلام الفاصلة).
لقد رأيت في هذا الكتاب (كما في غيره من مؤلفات الأخ باشميل التاريخية) كنوزًا ثمينة من التاريخ الإسلامي الطافح بالبطولات والأمجاد .. نقب عنها قلم الأستاذ باشميل وأزال عنها الأتربة السميكة الحاجبة لها .. ثم عرضها على (حقيقتها الأصيلة الناصعة) عرضًا شيقًا وبأسلوب سهل يجعل القراء (على اختلاف درجاتهم الثقافية) يفهمون - دونما عناء أو إرهاق للذهن - حقيقة التاريخ الإسلامي المجيد.
إن الأخ الأستاذ محمد أحمد باشميل لم يأت بجديد في التاريخ (من حيث الجوهر)، فالتاريخ لا يحتمل الاختراع بأن يضيف إليه الكاتب ما ليس في طياته. الأمر الذي ابتعد عنه المؤلف مخالفًا بذلك كثيرًا من الكتاب الذين تناولوا التاريخ الإسلامي بالعرض والتحليل، وسمحوا للخيال (لا الحقيقة) أن يلعب دورًا كبيرًا فيما كتبوا كما فعل جورجى زيدان في سلسلته التاريخية المشهورة.
ولكن الجديد الذي أتى به الأخ الأستاذ باشميل هو الاستقراء الدقيق والعرض الواسع الأدق للتاريخ الإسلامي، ولكن داخل إطار جوهر هذا