عليهم، ومن كان على نصرانيته أو يهوديته فإنه لا يرد عنها، وعلى كل حالم ذكر أو أنثى حر أو عبد، دينار واف أو عوضه ثيابًا.
فمن أدى ذلك فإن له ذمة الله ورسوله، ومن منع ذلك فإنه عدو لله ولرسوله وللمؤمنين جميعًا، صلوات الله على محمد والسلام عليه ورحمة الله وبركاته (١).
[سرية علي بن أبي طالب إلى اليمن ... رمضان عام ١٠ هجرية]
وفي بلاد مذحج من جنوب اليمن بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم قد ركبهم العناد فلم يدخلوا فيما دخل فيه أهل الجزيرة من الإسلام، فجرد عليهم حملة عسكرية أخضعتهم وبذلك تم تطهير تلك البقعة النائية في جزيرة العرب من الشرك.
وقد اختار الرسول - صلى الله عليه وسلم - قائدا لهذه الحملة علي بن أبي طالب، فعقد له لواء على ثلاثمائة كلهم من الفرسان، وقد أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - عليا أن يبلغ أولئك المشركين المذحجيين دعوة الإسلام ويدعوهم إلى الدخول فيه والاهتداء بهديه قبل أن يبدأهم القتال.
فقد ذكر الواقدي وابن إسحاق وموسى بن عقبة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عليا في رمضان سنة عشر هجرية وأمره أن يعسكر بقباء، فعسكر بها حتى تتام أصحابه، فعقد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ لواءا، أخذ عمامة فلفها مثنية مربعة فجعلها في رأس رمح ثم دفعها إليه. وقال: هكذا اللواء، وعممه عمامة ثلاثة أكوار، وجعل ذراعًا بين يديه وشبرًا من ورائه، ثم قال: هكذا العمة.
قال الواقدي: فحدثني أسامة بن زيد عن أبيه، عن عطاء بن يسار عن أبي رافع، قال لما وجهه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: امض ولا تلتفت، فقال على: يا رسول الله، كيف أصنع؟ قال: إذا نزلت بساحتهم فلا تقاتلهم
(١) سيرة ابن هشام ج ٤ ص ٢٣٩ - ٢٤٠ - ٢٤١ - ٢٤٢ - ٢٤٣، والبداية والنهاية ج ٥ ص ٩٨ - ٩٩، وإمتاع الأسماع ص ٥٠١ - ٥٠٢.