وبحركة خالد المباغتة التي يسرت لها غلطة الرماة النجاح الكامل، ضاعت على المسلمين معالم الخطة الحكيمة التي رسمها الرسول القائد لإدارة دفة المعركة، فصاروا يقاتلون دونما تماسك، إذ وجدوا أنفسهم وبطريقة فجائية (بعد نسف الرماة بتمردهم خطة القتال التي وضعها الرسول القائد للمعركة) أمام أسلوب من القتال جديد.
فصاروا وكأنهم يخوضون معركة جديدة، يقاتلون فيها دونما خطة مرسومة، أو تعبئة سابقة، أو قيادة موحدة حيث أصبح كل فرد من أفراد الجيش المطوق (وقبل الاتصال بالنبي القائد الأعلى) يرسم لنفسه خطة يحاول بموجبها الإفلات من الحزام الذي وجد المسلمون أنفسهم (فجأة) داخله.
[المسلمون يقتلون بعضهم]
لقد فقد المسلمون تنظيمهم (بعد غلطة الرماة) وانتقضت صفوفهم، وعمتهم الفوضى والارتباك، فاختلطوا، وألقوا ما في أيديهم من الغنائم، وانقلب بعضهم يضرب بعضًا، فعمت الفوضى والارتباك صفوفهم، وصاروا يقتتلون على غير شعار.
وتاه الكثيرون منهم، لا يدرون إلى أين يتجهون، لا سيما بعد أن صاح صائح المشركين (إن محمدًا قد قتل).
فكانت محنة قاسية سقط فيه كثير من المسلمين قتلى بأيدي إخوانهم من غير قصد.