للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو العامل الأول في إلهاب نفوس اليهود بالحقد العارم الذي جعلهم يفكرون في نقل المعركة ضد النبي - صلى الله عليه وسلم - والدين الذي جاء به من ميدان الكلام والدس والإشاعة والتكذيب إلى ميدان العنف وإيقاف تيار الدعوة ومقاومتها بالقوة وسفك الدم.

[اليهود يهددون بالحرب]

فقد أخذوا كخطوة أولى في هذا الطريق الخطر، يتحرشون بالمسلمين ويتفوهون بكلمات يشم منها رائحة تهديد النبي - صلى الله عليه وسلم -، بالحرب.

ولم يكن النبي القائد - صلى الله عليه وسلم - غافلًا عما يدبره اليهود، بل كان يرقب حركاتهم المريبة منذ بدأوا يسلكون هذا الطريق الخطر.

وكان بنو قينقاع أول من سلك هذا الطريق وهدد بالحرب وإثارة الشغب على المسلمين، وكان يهود هذه القبيلة الذين (يقال: إنهم من أصل عربي (١) يمتازون على غيرهم من اليهود بالشجاعة والقوة الحربية والثراء الكبير.

وكانت لهم حصون منيعة يعتزون بها، وكانت ديارهم أقرب ديار اليهود جميعًا إلى المسلمين، إذ تقع منازلهم داخل المدينة نفسها، بينما تقع ديار بقية القبائل اليهودية (وخاصة بني قريظة والنضير) خارج المدينة.


(١) هذا القول لم يقله أحد من الإخباريين المسلمين وإنما قاله المستشرقون فحسب.

<<  <  ج: ص:  >  >>