للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مشادة بين الصديق وعروة بن مسعود]

وكان أَبو بكر الصدّيق واقفًا خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - أَثناء المحادثات فغضب غضبًا شديدًا لقول عروة بن مسعود الذي هدّد فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -، بقوة قريش وتنقّص أَصحابه، وقال أَبو بكر العروة (غاضبًا): أَعضض بظر اللات، (واللات صنم ثقيف) أَنحن نفرّ عنه؟ ؟ .

فقال عروة: من هذا يا محمد؟ .

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: هذا أَبو بكر بن أَبي قحافة.

فقال عروة (يخاطب أَبا بكر): أَما والله لولا يد لك عندي لم أَجزك بها بعد لا أَجبتك (١).

[مفارقة رائعة]

ومن عجائب المفارقات التي يستشف منها الدليل القاطع على قدرة تعاليم الإِسلام على تحويل الإِنسان من شيطان مريد إلى آدمي مثالي فاضل نبيل، أَن المغيرة بن شعبة (٢) الثقفي (ابن أَخي عروة بن مسعود)


(١) كانت اليد التي لأبي بكر الصديق على عروة بن مسعود أنه كان سيدًا في قومه، يحمل الديات لفض المنازعات القبلية، فحمل مرة دية فاستعان بالأشراف فأعانه بالفريضتين والثلاث وأعانه أَبو بكر بعشر فرائض، فكانت هذه هي اليد التي لأبي بكر عند عروة.
(٢) هو المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود (الثقفي) يكنى بأبي عيسى وأبي محمد، كان من الشباب الفاتك في الجاهلية، طوال من الرجال ضخم قوي، عبل الذراعين بعيد ما بين المنكبين، يعد من الشجعان، وكان من قطاع الطرق والعادين على الناس في الجاهلية، من المهاجرين، أسلم قبل الحديبية وكانت أولى مشاهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. شهد بيعة الرضوان، فكان من أهل الشجرة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلن الله في القرآن رضاه عنهم (لقد رضي الله عنه المؤمنين =

<<  <  ج: ص:  >  >>