النبي وصحبه، فإن ابنه الشاب (حنظلة) قد مثل أعلى أدوار البطولة والشهامة والوفاء لدينه ونبيه.
[يستأذن النبي في قتل أبيه]
فقد استأذن حنظلة هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قتل أبيه الخائن (١)، (أبي عامر الراهب) ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهاه عن ذلك.
وقد خاض هذا البطل الشاب معركة أُحد، وقتل شهيدًا ولما يمض على زواجه يوم واحد.
فقد كانت ليلة المعركة، الليلة التي دخل فيها بزوجته، وهي جميلة بنت أبي بن سلول (أخت عبد الله بن أبي).
[كاد يقتل القائد العام]
وقد كاد البطل حنظلة يقتل أبا سفيان (قائد عام جيش المشركين)
(١) وليس الشاب حنظلة أول مسلم يستأذن الرسول في قتل أبيه الخائن - فقد كان لرأس النفاق (عبد الله بن أبي بن سلول) ابن مسلم صادق الإيمان مخلص لدينه ولنبيه، شهد بدرًا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمه عبد الله بن عبد الله بن أبي، فقد روى ابن عبد البر أن عبد الله هذا لما بلغه قول المنافق (لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل) جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له (هو والله الذليل يا رسول الله وأنت العزيز) ثم قال للرسول (إن أذنت لي في قتله قتلته)، فلم يأذن له الرسول صلى الله عليه وسلم في قتله بل قال له: لا يتحدث الناس أنه (أي النبي) يقتل أصحابه ولكن بر أباك وأحسن صحبته، وهكذا تصنع العقائد الصحيحة الأبطال وتهذبهم إلى درجة التضحية بأقرب الناس إليهم، في سبيل نصر هذه العقيدة الحقة، قُتل عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول، شهيدًا في معركة اليمامة تحت قيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه.