غير أن هدم النبي - صلى الله عليه وسلم - لوكر تآمر المنافقين (مسجد الضرار) لم يحل بين هؤلاء المنافقين وبين مواصلة نشاطهم للتشويش علي المسلمين والسخرية منهم وإيصال الضرر إلى دعوة الإسلام.
فقد ظلوا على تكتلهم وتحزبهم للعمل ضد العهد الجديد، وحتى في المسجد النبوي وقت اجتماعهم للصلاة مع المسلمين كانوا يتكتلون ويجلس بعضهم إلى بعض، ويباشرون نشاطهم التخريبي ضد عقيدة الإسلام، محاولين التفريق بين المسلمين. ولما تزايد شرهم ووصل نشاطهم المعادي للنبي ودعوته إلى المسجد النبوي في أوقات العبادة، أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بطردهم من المسجد علنًا تأديبًا لهم وتجنبًا لشر دسائسهم، لأن المسجد كان مجمع الأمة كلها في أوقات الصلاة، وهذا مما ييسر لهؤلاء المنافقين بث سمومهم بين البسطاء.
قال ابن إسحاق: وكان هؤلاء المنافقون يحضرون المسجد فيستمعون أحاديث المسلمين ويسخرون ويستهزئون بدينهم، فاجتمع يومًا في المسجد منهم ناس، فرآهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتحدثون بينهم، خافضى أصواتهم