للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد لصق بعضهم ببعض. فأمر بهم فأُخرجوا من المسجد إخراجًا عنيفًا.

وهكذا صار اليهود والمنافقون يسببون المتاعب ويخلقون المشاكل للنبي - صلى الله عليه وسلم - ويحاولون تهديم المجتمع الإسلامي الجديد وهو لم يزل وليدًا.

ولكن الله (دائمًا) يكبتهم ويجعل محاولاتهم كلها تنتهي بالفشل، وبالرغم من أن مشاغبات اليهود والمنافقون قد جلبت متاعب على النبي - صلى الله عليه وسلم -، إلا أن أعمالهم الخبيثة قد كشفتهم للمسلمين وجعلتهم (منذ بداية عهدهم الجديد) يراقبونهم ولا يركنون إليهم في شأن من شؤونهم، وخاصة الحربية والسياسية باعتبارهم طابورًا خامسًا يعمل بين المسلمين ضدهم.

ولما كانت الظروف بالنسبة للعهد الإسلامي الجديد. ظروفًا خطيرة، أحاطت فيها الأخطار بالمسلمين من كل جانب. إذ هم في بداية عهد جديد، لا يزال أكثر سكان الجزيرة العربية يقفون منه موقف العداء والخصومة، لا سيما قريش، التي تشعر عن تجربة (أكثر من غيرها) بخطورة الدين الجديد الذي لا يعني انتصاره شيئًا أكثر مما يعني نسف كيانها الوثني.

ولما كانت الظروف هكذا وعلى ذلك الجانب من الخطورة، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يتخذ أي إجراء تأديبي ضد اليهود والمنافقين بالرغم من تأكده أنهم يمثلون داخل جسم المجتمع الجديد غدة مرض ستظل تسبب الآلام لهذا الجسم إذا لم تستأصل منه، فتركهم وشأنهم حتى جاء دور التصفية النهائية، وخاصة بالنسبة لليهود الذين بلغ بهم الغدر إلى درجة إشهار

<<  <  ج: ص:  >  >>