وقد تركت الاستعراضات العسكرية التي قامت بها مختلف الأسلحة في الجيش النبوي أمام سيد قريش وزعيمها أبي سفيان بن حرب في الوادي بضواحي مكة .. أحدثت في نفس أبي سفيان آثارها العميقة التي أرادها الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - أن تحدث، حينما أمر بإقامة هذا الاستعراض التاريخي الذي قامت به مختلف الوحدات في الجيش النبوي وعلى أروع صورة.
فقد هدف الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - من وراء القيام بهذا الاستعراض العسكري الكامل، إلى أن يرى زعيم قريش بنفسه مدى قوة الجيش النبوي عددًا وتسليحًا وتنطمًا وانضباطًا وقوة إرادة وحسن طاعة وقدرة على سحق أية مقاومة (مهما كانت) قد يفكر المتهورون من قريش في القيام بها عندما يشرع هذا الجيش في السيطرة على مكة وتحريرها. فينقل أبو سفيان إلى قومه في مكة الانطباعات الحقيقية عن مدى قوة الجيش النبوي ومدى قدرته على إبادة آية قوة تعترض سبيله وهو يدخل مكة، فلا يتهور أحد منهم فيفكر في المقاومة.
[عودة أبي سفيان إلى مكة]
فبعد أن رأى سيد قريش وقائد جيوشها أبو سفيان بن حرب، رأى العين، حقيقة ما عليه الجيش النبوي من ضخامة في العدد وجودة في التسليح وانضباط في السلوك وقوة في العقيدة وتصميم في الإِرادة، قر في نفسه بأنه من الانتحار أن يحاول أحد من القرشيين في مكة مقاومة هذا الجيش .. وقد عاد أبو سفيان إلى مكة وهو يحمل إلى قومه هذا الانطباع الذي لم يستطيع أحد محوه من نفسه، بل ظل هذا الانطباع ملازمًا له، ومُلِحًا عليه بأن يُقنع كل الفئات من قومه قريش بأن يلقوا بأسلحتهم ويستسلموا للجيش الزاحف لأنه لا قِبَل لأحد منهم بهذا الجيش.
[المتطرفون يحاولون المقاومة]
وقد حاول المتطرفون ص قريش (وعلى رأسهم زوجة القائد العام نفسه هند بنت عتبة) أن يشككوا فيما يقوله أبو سفيان عن مدى قوة الجيش