تدبير نعيم بن مسعود المحكم - أفصح هؤلاء اليهود لوفد القيادة المشتركة في الأحزاب بقولهم: ولسنا - مع ذلك - بالذي يقاتل معكم محمدًا فإنا نخشى إن ضرستكم الحرب واشتد عليكم القتال أن تنثمروا عنا إلى بلادكم وتتركونا والرجل (يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -) في بلادنا ولا طاقة لنا بذلك منه.
[ظهور الخلاف بين الأحزاب واليهود]
وبعد أن سمع وقد قيادة الأحزاب هذا الجواب من حلفائهم اليهود لم يجر معهم أية مناقشة، بل عاد أدراجه إلى مقر القيادة المشتركة وأخبر قادة الأحزاب بما سمع من جواب من يهود بني قريظة.
وهنا لم يبق أي شك لدى هذه القيادة في صدق ما قاله لهم نعيم بن مسعود من أن هؤلاء اليهود قد بيتوا الغدر بهم وأنهم لم يطلبوا الرهائن منهم إلا ليسلموهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - لضرب أعناقهم كدليل على ولائهم للمسلمين وتكفيرًا عن جريمة نقض العهد الذي بينهم وبين النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فقد قال قادة الأحزاب بعضهم لبعض (بصوت واحد) .. والله إن الذي حدثكم به نعيم بن مسعود لحق.
وهنا تحول الشك في نفوس الأحزاب إلى يقين بأن يهود بني قريظة قد غدروا بهم واتفقوا مع المسلمين عليهم وأنهم (لا شك) مسلموا رهائنهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - إذا استلموهم منهم.