ومن عجائب المفارقات أن رجلًا من بني عبد الأشهل يقال له الأصيرم، كان شديد النفور من الإسلام، وكان يعيب قومه على اتباع محمد، وظل مشركًا غير مقتنع برسالة النبي، حتى كان يوم أُحد، إذ أدركته هداية الله فحمل سلاحه صبيحة ذلك اليوم العظيم واتجه إلى المعركة (دون أن يعلم أحد بحقيقة أمره) فقاتل في جانب النبي قتالًا مريرًا حتى أثبتته الجراحة فمات ودخل الجنة دون أن يصلي أو يصوم.
وذكر ابن برهان الدين في السيرة الحلبية أن الأصيرم (واسمه عمر ابن ثابت بن وقش) كان يأبى الإسلام على قومه بني عبد الأشهل، فلما كان يوم خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أُحد جاء إلى المدينة فسأل عن قومه فقيل له بأُحدُ، فبدا له في الإسلام (أي رغب فيه فأسلم) ثم أخذ سيفه ورمحه ولأمته واتجه نحو أُحدُ.
وذكر ابن كثير في تاريخه أن الصيرم كان يأبى الإسلام على قومه حتى يوم أحد حيث بدا له فأسلم ثم أخذ سيفه فغدا حتى دخل في عُرض الناس فقاتل حتى أثبتته الجراحة، قال فبينما رجال من بني عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به، فقالوا والله إن هذا للأصيرم ما جاء به؟ ؟ لقد تركناه وإنه لمنكر هذا الحديث (يعني الإسلام) فسألوه، فقالوا ما جاء بك ياعمرو؟ ؟ أحدب على قومك أو رغبة في الإسلام؟ فقال بل رغبة في الإسلام آمنت بالله ورسوله وأسلمت ثم أخذت سيفي وغدوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقاتلت حتى أصابني ما أصابني، فلم يلبث أن مات في أيديهم، فذكروه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال (إنه لمن أهل الجنة)، فكان أبو هريرة