للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عدد حراسها على أربعين مقاتلا وهو أمر لا يحتاج إلى أكثر مما قام به هذا الجيش من استعدادات.

ولكن هذا الأمر اليسير (وبطريقة مباغتة) تحول إلى أمر خطير جعل المسلمين في مأزق حرج، فقد أفلت الأربعون راكبًا ونجوا بقافلتهم ووجد هذا الجيش الصغير (جيش المدينة) نفسه - بدلا من حرس العير الأربعين - أمام جيش لجب تقوده الخيلاء وتدفعه الكبرياءُ والتحدى، قد جمع بين صناديد مكة وفرسانها.

والاصطدام مع هذا الجيش القوى الكبير يحتاج من المسلمين (قبل الإقدام عليه) إلى بحث المقدمات والتفكير في النتائج.

ولهذا عقد الرسول - صلى الله عليه وسلم - مجلسه العسكرى الاستشارى (١) الأعلى الذي أحب أن يطلع فيه على حقيقة آراء قادة جيشه في ذلك الظرف الدقيق.

[إجماع القادة على ملاقاة جيش مكة]

ولكن هذا المجلس لم يكد ينعقد، حتى وقف قادة المهاجرين يعلنون تصميمهم على الاشتباك مع جيش الشرك مهما كان الثمن.

وقد جاء إعلانهم هذا صريحًا في قول أحد قادتهم، وهو المقداد بن عمرو (٢) الذي وقف خطيبًا في المجلس قائلا:


(١) ثم عقد هذا المجلس بعد خروج جيش المدينة من وادي الذفران مباشرة وذلك بالقرب من بدر.
(٢) هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة العامري، ويقال له المقداد بن الأسود الكندى الحضرمي، لأن أباه أصاب دمًا في قومه فلحق بحضرموت وحالف كندة وتزوج منهم امرأة فولدت له المقداد، ولما كبر المقداد، حدث شجار بينه وبين أبي شمر بن حجر =

<<  <  ج: ص:  >  >>