للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخانوا عهد المسلمين) وأشد من القتل سبأ الذرية، لا قامت يهود بالحجاز أبدًا، ليس لليهود عزم ولا رأى. فقالوا: فما الرأي يا أبا عمرو؟ (وهذه كنيته) قال: وما تصنعون برأى لا تأخذون منه حرفًا؟

[فكرة غزو المدينة]

قال كنانة (وأظنه ابن أبي حُقَيق): ليس هذا بحين عتاب، قد صار الأمر إلى ما ترى. قال: محمد قد فرغ من يهود يثرب، وهو سائر إليكم، فنازل بساحتكم، وصانع بكم ما صنع ببنى قريظة. قالوا: فما الرأي؟ قال: نسير إليه بمن معنا من يهود خيبر، فلهم عدد، ونستجلب يهود تيماء وفدك، ووادي القرى، ولا نستعين بأحد من العرب، فقد رأيتم في غزوة الخندق (الأحزاب) ما صنعت بكم العرب (يعني غطفان) بعد أن شرطتم لهم تمر خيبر نقضوا ذلك وخذلوكم، وطلبوا من محمد بعض تمر الأوس والخزرج ينصرفون عنه (١). مع أن نعيم بن مسعود هو الذي كادهم بمحمد (٢) ومعروفهم إليه، معروفهم! !

ثم كرر سلَّام بن مشكم دعوته إلى غزو النبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة قبل أن يزحف إلى خيبر قائلًا: ثم نسير إليه (أي النبي - صلى الله عليه وسلم -) في عقر داره، فنقاتل على وتْرٍ حديث وقديم.

فقال أكثر قادة اليهود إلى رأى (سلَّام بن مِشْكم) قائلين: هذا الرأي.

ولكن ملك اليهود (كنانة بن أبي الحُقَيق) عارض فكرة غزو المدينة التي أبداها سلام بن مشكم قائلًا: إننى قد رأيت العرب (أخبرتهم) فرأيتهم أشدّاء عليه (أي النبي - صلى الله عليه وسلم -) وحصوننا هذه ليست مثل ما هناك -يعني يثرب- ومحمد لا يسير إلينا أبدًا لما يعرف.


(١) في كتابنا الثالث من معارك الإسلام الفاصلة (غزوة الأحزاب الفصل الثالث ص ١٩٩) انظر تفاصيل مفاوضة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقادة غطفان السرية لعقد صلح منفرد والحرب قائمة.
(٢) انظر أوسع التفاصيل عن مكيدة نعيم بن مسعود التي كاد بها قوات الأحزاب فحول بها ميزان المعركة لصالح المسلمين بدهائه. انظر هذه التفاصيل في كتابنا (غزوة الأحزاب الفصل الرابع ص ٢٤٨ وما بعدها).

<<  <  ج: ص:  >  >>