للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإلى رسوله وإلى الإسلام لعل الله يهديهم، وإلا آذيتهم في دينهم كما كنت أُوذى أَصحابك في دينهم".

فأَذن له الرسول - صلى الله عليه وسلم - فلحق بمكة، (وكان صفوان يتوقع وصوله بين آونة وأُخرى) فكأن يسأَل عنه الركبان، حتى قدم راكب (قبل عمير) فأَخبر صفوان عن إسلامه، فغضب غضبًا شديدًا وحلف أَن لا يكلمه أَبدًا ولا ينفعه نفعًا أَبدًا.

قال ابن إسحاق، فلما قدم عمير مكة أقام بها يدعو إلى الإِسلام ويؤذي من خالفه أذى شديدًا، فأَسلم على يديه ناس كثير.

[نظرة وتحليل]

وهكذا انتهت معركة بدر، هذه النهاية التي غيرت موازين القوى الروحية والسياسية والعسكرية والاجتماعية في الجزيرة العربية، وقفزت بسمعة المسلمين العسكرية إلى الذروة وجعلتهم سادة الموقف، وخاصة في منطقة يثرب.

كما تدهورت لها (من ناحية أخرى) سمعة قريش العسكرية والسياسية في أنحاء الجزيرة.

[معركة عفوية]

ومما لا جدال فيه أَن معركة بدر هي معركة عفوية غير مقصودة (أصلا) من جانب المسلمين، وإنما أُجبروا على خوضها دونما سابق استعداد أَو قصد مبيت.

فهم عندما خرجوا من المدينة , إنما كان قصدهم العير , وهي قافلة

<<  <  ج: ص:  >  >>