للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فزارة تغير على المسلمين]

كانت (الغابة) منطقة خصبة كثيرة النبت والشجر، وكانت بها أَملاك زراعية للمسلمين، وكانت تعتبر إِحدى مراعي المدينة الرئيسية وكانت (الغابة) أقرب ما تكون إلى منازل عيينة بن حصن (١) وقومه فزارة.

كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بعث بمجموعة كبيرة من الإبل لترعى في (الغابة) بعث بها مع غلام له .. وكان أبو ذر الصحابي المشهور موجودًا في هذه الإبل مع ولده .. كما كان معهم الفارس العدَّاءُ المشهور (سلمة بن الأَكوع) (٢).

ولما وصلوا إلى المرعى في الغابة وباتوا، أَغار عليهم عند طلوع الفجر عبد الرحمن بن عيينة بن حصن سيد فزارة تسانده قوة كبيرة من فرسان غطفان.

وقد استولى المغيرون على جميع إبل المسلمين واستاقوها بعد أَن قتلوا ابن أبي ذر الغفاري (٣) الذي دافع عن الإبل واحتملوا امرأَته معهم سبيَّة.


(١) انظر ترجمة عيينة بن حصن في كتابنا (غزوة الأحزاب).
(٢) هو سلمة بن عمرو بن الأكوع واسمه (سنان) الأسلمي. قال ابن حجر في الإصابة: كان أول مشاهده الحديبية وكان من الشجعان والعدائين الأفذاذ (يسبق الفرس عدوًا) بايع النبي صلى الله عليه وسلم عند الشجرة مات سنة أربع وسبعين.
(٣) أبو ذر الغفاري الصحابي المشهور، واسمه جندب بن جنادة بن سكن كان من السابقين الأولين في الإسلام، ومن الزاهدين ذوي اللهجة للصادقة، وقصة إسلامه قصة شيقة مفصلة في صحيح البخاري، وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أقلت =

<<  <  ج: ص:  >  >>