للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وعد الله المسلمين بفتح خيبر]

ذكرنا في كتابنا (صلح الحديبية) أن الله تعالى قد وعد المسلمين بأنهم سيفتحون خيبر وسيحصلون فيها على غنائم كبيرة، وذلك في قرآن أنزله تعالى على نبيه، وهو راجع من الحديبية بعد إبرام ذلك الصلح التاريخي مع مشركي مكة، وهو قوله تعالى: {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ} (١) أي فتح خيبر (٢)، كذا قاله أصحاب المغازي والسير.

ولقد كان هذا الوعد الإلهي بمثابة تطمين للمسلمين وتثبيتًا لعزائمهم، فلم يعد لأحد منهم (وعلى رأسهم نبيهم الكريم) شك في أن الله سيفتح عليهم خيبر ويجعلها بواحاتها الخضراء الواسعة وحدائقها النضرة غنيمة لهم جزاء ثباتهم ووقوفهم إلى جانب نبيهم العظيم في السَّراء والضَّراء، كما أن وعبد الله لهم بفتح خيبر بمثابة عزاء لهم عما لاقوه من كرب نفسي نتيجة قبول النبي - صلى الله عليه وسلم - للشرط الذي صُدُّوا بموجبه عن المسجد الحرام عام الحديبية.

[ابتهاج المسلمين بغزو خيبر]

وعندما أعلن النبي - صلى الله عليه وسلم - استنفار أصحابه للزحف علي خيبر، عمَّت المسلمين موجة من الفرح والابتهاج، لأنهم كانوا حريصين كل الحرص على الجهاد الذي هو السبيل الوحيد لنيل أعلى الدرجات عند الله تعالى عن طريق الاستشهاد في سبيله.

[عدم قبول تجنيد المخلفين]

جاء في كتابنا الخامس (صلح الحديبية) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما اعتزم القيام بالعمرة إلى مكة في السنة السادسة من الهجرة طلب من كل المنتسبين إلى الإسلام في الحاضرة والبادية أن يصحبوه في هذه العمرة، وأمر مناديًا ينادى بذلك.


(١) الفتح ٢٠.
(٢) انظر تفسير الآية في تفسير ابن كثير والكشاف والطبرى وتفسير الشوكانى، وانظر مغازى الواقدي ج ٢ ص ٦٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>