للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(من جانب قريش) بهذه الرحلة التي تحمل كل معاني التحدي لقريش وكبريائها الوثني.

لأن هذه الصفوة المختارة واثقة كل الثقة من أن سعادتها في الدنيا وفلاحها في الآخرة إنما هو في طاعة أوامر نبيها الذي لا يمكن أن يدعوها إلا إلى خير.

فقد التف حول النبي - صلى الله عليه وسلم - ألف وأربعمائة من المهاجرين والأنصار تهيئوا معه للخروج إلى مكة.

وبعد أن تجهزوا للسفر خرج بهم - صلى الله عليه وسلم - من المدينة في اتجاه مكة وكان بينهم مائتا فارس. وعندما وصل ذا الحليفة (١) (في ضواحي المدينة) أحرم بالعمرة وأعلن ذلك ليعلم الناس جميعًا أنه لم يخرج للحرب وإنما خرج لزيارة البيت وأداء مناسك العمرة .. وقد أحرم معه عامة أصحابه رضي الله عنهم.

[أمير على المدينة]

وكما عادته (عندما يعتزم الغياب عن المدينة في غزو أو غيره) أصدر مرسومًا عيّن بموجبه نُميلة بن عبد الله الليثي (٢) محافظًا على المدينة


(١) ذو الحليفة (بضم الحاء) إحدى ضواحي المدينة، تقع على بعد حوالي عشرة أميال منها، وتسمى ذو الحليفة اليوم: بأبيار علي.
(٢) هو نميلة بن عبد الله بن فقيم الليثي، من قبيلة كلب اليمنية الواقعة ديارها في شمال شرقي الجزيرة .. صحابي شجاع، شهد نميلة فتح مكة، وكان ضمن فرقة خالد بن الوليد عند دخول مكة، ونميلة هو الذي قتل مقيس بن صابة الذي كان ضمن من أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمهم فأمر بقتلهم حتى ولو تعلقوا بأستار الكعبة استعمل النبي صلى الله عليه وسلم نميلة واليًا على خيبر بعد فتحها.

<<  <  ج: ص:  >  >>