للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[اتفاقية تسليم مكة للجيش النبوي]

وبعد أن أسلم أبو سفيان، وأصبح أحد أفراد الأسرة الإِسلامية الكبرى، سعى وسيط السلام العباس بن عبد المطلب لوضع الترتيبات النهائية لوضع المخطوط العريضة لاتفاقية نهائية بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبين أبي سفيان بن حرب، بصفته مندوب قريش ومفوضها المطلق، يتم بموجب هذه الاتفاقية تسليم مكة للجيش النبوي، ويمكن تلخيص اتفاقية التسليم في البنود الآتية:

١ - حقن دماء أهل مكة وضمان أموالهم وممتلكاتهم من قبل الجيش النبوي.

٢ - امتناع القرشيين عن إبداء أية مقاومة مسلحة عندما يدخل الجيش النبوي مكة.

٣ - من حق الجيش النبوي أن يستخدم السلاح داخل مكة لسحق أية مقاومة مسلحة تقف في طريقه.

٤ - لكي يتحقق البند الأول يفرض منع التجول على جميع سكان مكة بأن يلتزم كل إنسان بيته أو يلجأ إلى المسجد أو إلى منزل أبي سفيان، حتى يتم الجيش النبوي احتلال مكة وينتهى من السيطرة على النقاط المحددة له السيطرة عليها.

[دبلوماسية العباس بن عبد المطلب]

لقد كان العباس لَبِقًا دبلوماسيًا ماهرًا - إن صح هذا التعبير - فهو صاحب فكرة إعطاء أبي سفيان (ضمن اتفاقية التسليم) ما يرفع من شأنه ويعلى من منزلته بين قومه. فقد قال العباس: يا رسول الله إنك عرفت أبا سفيان وحبه الشرف والفخر، اجعل له شيئًا يكون في قومه. فقال: نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن (١) وفي رواية أن أبا سفيان قال حينئذ: وما تسع دارى يا رسول الله، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ومن دخل الكعبة فهو آمن. فقال أبو سفيان: وما تسع الكعبة؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ومن


(١) سيرة ابن هشام ج ٤ ص ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>