للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسير إلى خيبر- فنداوى الجرحى ونعين المسلمين بما استطعنا، فقال: على بركة الله. قالت: فخرجنا معه، وكنت جارية (أي فتاة حديثة السن) فأردفنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حقيبة رحله، قالت: فوالله لنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصبح ونزلت عن حقيبة رحله وإذا بي يدركنى ما يدرك النساء من العادة (ولأول مرة) قالت: فتقبضت إلى الناقة واستحيت، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما بي، قال: ما لك؟ لعلك نفست؟ قالت: قلت نعم، قال - صلى الله عليه وسلم -: فأصلحى من نفسك ثم خذى إناء من ماء فاطرحى فيه ملحًا ثم اغسلى ما أصاب الحقيبة ثم عودى لمركبك.

قالت: فلما فتح الله خيبر رضخ لنا من الفيء، وأخذ هذه القلادة التي ترين في عنقى فأعطانيها، وعلّقها في عنقى فوالله لا تفارقنى أبدًا، وكانت في عنقها حتى ماتت، ثم أوصت أن تدفن معها.

وأخرج الحافظ البيهقي من حديث عبد الله بن أنيس الصحابي المشهور قال: خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر ومعى زوجتى وهي حبلى فنفست في الطريق، فأخبرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: انقع لها تمرًا، فإذا انغمر فأمر به لتشربه، ففعلت فما رأت شيئًا تكرهه، فلما فتحنا خيبر أجدى النساء ولم يسهم لهن، فأجدى زوجتى وولدى الذي ولد.

[الأصل جواز خروج النساء للجهاد]

كل هذه الروايات المتساندة لا تدع مجالًا للشك في أن الأصل جواز خروج النساء للمساهمة في الجهاد في سبيل الله شريطة أن لا يصاحب ذلك خروج على آداب وتعاليم الإسلام .. كالأساليب التي يلجأ إليها الكثير في هذا العصر من تجنيد الفتيات بقصد الترفيه بالوسائل المرذولة، كالغناء والرقص وما شابه ذلك مما يعد تمردًا على تعاليم الإِسلام ويستنزل غضب الله تعالى على المحاربين فيحرمهم النصر ويسبب لهم الهزائم.

[قتلى الفريقين في المعركة]

وقد استشهد في معارك خيبر ستة عشر من المسلمين:

<<  <  ج: ص:  >  >>