عنق رأس النفاق عبد الله بن أبي - وهم لما يزالوا في ديار بنى المصطلق - رفض النبي هذا الطلب قائلًا .. فكيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه؟ ؟ . فقال عمر .. إن كرهت أن يقتله مهاجرى فأمر أنصاريًا يقتله، فلم يوافق النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك. بل رفض هذا الاقتراح أيضًا قائلًا لعمر .. ترعد له (إذن) أُنُفُ كثيرة بيثرب، .. يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله هذا إقتل عبد الله بن أبي على هذه الصورة قد يكون سببًا في إثارة حرب أهلية بين المسلمين لأنه كان يتوقع غضب رجال كثيرين من الخزرج لقتل زعيمهم عبد الله بن أبيّ، لاسيما وأن كثيرًا منهم لا يعلمون حقيقة نفاقه.
[خطوة حكيمة حاسمة]
غير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كقائد أعلى للجيش ورئيس دولة مسئول لما رأى تطور الموقف وازدياد الخطر نتيجة للكلام الذي فاه به عبد الله ابن أبي وحرض به على الفتنة في المعسكر سارع إلى اتخاذ خطوة سريعة حاسمة بها أشغل الناس (تمامًا) عن الخوض في الحديث الذي كان بالأمس من عبد الله بن أبي.
فقد أمر - صلى الله عليه وسلم - بأن يتحرك الجيش بسرعة في اتجاه المدينة وأمر بأن يسير الجيش حوالي ثلاثين ساعة دونما توقف، وكان يقصد بذلك أن يتعب الناس فلا يجدوا مجالًا للحديث عن الموضوع الخطير الذي أثاره رأس النفاق وهم في ديار بنى المصطلق.
قال ابن كثير في البداية والنهاية - يصف ذلك - ثم مشى رسول