فغضب بنو عبد الدار لقول أبي سفيان هذا أشد الغضب، وهمّوا به وتواعدوه، وقالوا له:"نحن نسلم إليك لواءنا؟ ؟ ستعلم غدًا إذا التقينا كيف نصنع"، وكان ذلك الذي أراده أَبو سفيان، وقد أثر استفزاز أبي سفيان في حملة اللواء أشد الأَثر، مما حملهم على الثبات ساعة احتدام المعركة، فلم يسقط لواءُ مكة من أيديهم حتى أبيدوا عن بكرة أبيهم، كما سيأتي تفصيل ذلك إن شاء الله.
ك يف عبأت قريش جيشها؟
عبَّأت قريش جيشها صفوفًا، وجعلت له ميمنة وميسرة، أعطت قيادة الميمنة لخالد بن الوليد، وقيادة الميسرة لعكرمة بن أَبي جهل، بينما تمركز القائد العام أَبو سفيان في القلب، بعد أَن أسند قيادة مشاته لصفوان بن أُمية (١)، أَما رماة النبل فقد أَعطت قريش قيادتهم لعبد الله بن أَبي ربيعة، وهو أحد الزعماء المحرضين على غزو المسلمين، وأَعطت قريش لواءها إلى بني عبد الدار كما تقدم.
[المنازعات السياسية قبل المعركة]
وقبل نشوب المعركة (وبالرغم من تفوق قريش في كل شيء مادي على المسلمين) فإِن الخوف من المسلمين ظل مسيطرًا على نفوس قادة قريش.