المسلمين واستفزهم وسخر منهم واستهان بأَمرهم. وكانوا من أغنياء المدينة، وكانت لهم حصون حربية بها.
وهم أَول من نكث العهد من اليهود، قال ابن إسحاق:
"وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، أَن بني قينقاع (بفتح أَوله وسكون ثانيه وضم ثالثه) كانوا أَول يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحاربوا فيما بين بدر وأُحُد".
[يتحدون النبي]
وعندما تفاقم أمر يهود بني قينقاع، واشتد طغيانهم، جمعهم النبي - صلى الله عليه وسلم - (في مؤتمر عقده في سوقهم بالمدينة) حاول فيه إصلاحهم وإرجاعهم عن غيهم. وإعادتهم إلى جادة الصواب والتزام نصوص المعاهدة المبرمة بين المسلمين ويهود ...
فنصحهم وحذرهم مغبة البغي. وذكرهم بالثمار المرّة التي جنتها قريش يوم بدر كحصيلة البغي والعدوان.
ولكن جواب يهود (إزاء هذا النصح النبوي والمحاولة الإصلاحية الصادقة) كان في غاية الوقاحة المشوبة بالغطرسة والتحدّي. حيث أجابوا النبي - عليه السلام - على نصحه في هذا المؤتمر بقولهم:
يا محمد ... أَتري أَنَّا قومك (يعني قريش). لا يغرنّك أنك لقيت قومًا لا علم لهم بالحرب، فأَصبت منهم فرصة .. أما نحن أما والله لئن حاربناك لتعلمن أنّا نحن الناس" (١).