للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[لا فرق بين قائد وجندي]

وكان أَفراد الجيش مع قوادهم يعتقبون السبعين بعيرًا في حملتهم هذه، فقد خصص جمل لكل جماعة يركبونه بالتناوب حتى بدر.

وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومرثد بن أَبي مرثد (١) وعلي بن أبي طالب يعتقبون بعيرًا، فطلب ابن أَبي طالب وابن أَبي مرثد من زميلهما النبي - صلى الله عليه وسلم - أَن يتنازلا عن حصتهما في ركوب البعير له، وقالا له، نحن نمشى عنك، فقال - صلى الله عليه وسلم - "ما أَنتما بأَقوى منى ولا أَنا بأَغنى الأَجر عنكما" وأَبى إلا أَن يكون حصته في ركوب البعير كواحد منهما.

[الاستخبارات النبوية]

أَمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقطع الأَجراس من أَعناق الإِبل (٢) ويظهر أَن ذلك من أَجل إخفاء حركات الجيشى، لأَن الأَجراس تحدث أَصواتًا عالية عند سير الجمال، وهذا مما قد يسهل على العدو معرفة مكان الجيش، ولهذا (والله أَعلم) أمر الرسول بقطعها من أَعناق الإِبل.

وكما هي العادة في الظروف الحربية التي تتطلب الحيطة والحذر، بث الرسول عيونه - وهم المعبر عنهم في العصر الحديث بالاستخبارات أَو سلاح الاستكشاف، انتشر رجال سلاح الاستكشاف أَمام الجيش هنا وهناك، بغية التعرف على أَخبار قافلة العدو، وكان أَحد هؤلاء


(١) هو مرثد بن أبي مرثد الغنوي، من قبيلة قيس بن غيلان المضرية، قتل شهيدًا في غزوة ذات الرجيع سنة ثلاث من الهجرة.
(٢) البداية والنهاية ج ٣ ص ٢٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>