للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا شيء أقلق لبال الإنسان من علمه بأن زوجته وأبناءه وبناته خطر، ومهددون بأن يسبيهم العدو، ويأخذهم أسرى.

وهذا هو الذي قصد إليه العدو عندما أوحى إلى يهود بني قريظة بالهجوم على الحصون والآطام التي يتحصن فيها نساء المسلمين وأطفالهم، ولقد قام اليهود (فعلًا) بالإغارة على هذه الحصون والآطام.

[هجوم اليهود على النساء]

فقد قام اليهود (في تلك الساعات الرهيبة من ليالى الأحزاب) بعدة محاولات للهجوم على تلك الحصون التي يعتصم بها النساء والأطفال.

ولما كانت الحصون (إيّاها) ليست بعيدة عن مواقع الجيش الإِسلامي وراء الخندق، فإن المسلمين لم يتركوا حرسًا دائمًا خاصًّا يحرس هذه الحصون؛ لأن دوريات المسلمين تطوف باستمرار داخل المدينة (وخاصة في الليل).

ولكن القيادة أوصت النساء أن يحركن السيوف في رأس الحصين إذا ما تعرضن لخطر الهجوم من قبل العدر، كإشارة لطلب النجدة، ليسارع المسملون إلى نجدتهن.

فقد روى الطبراني عن رافع بن خديج قال: لم يكن حصن أحصن من حصن بني حارثة، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - النساء والذرارى والصبيان فيه، وقال: إن لم يكن أحد فألمعن بالسيف.

فجاءهن رجل (من بني قريظة) من بني ثعلبة بن سعد يقال له نجدان، أحد بني جحاش على فرس، حتى كان في أصل الحصين، ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>