لقد كانت حوادث معركة أحد سلسلة من الامتحانات أخذ بعضها برقاب بعض، فقد كان يومًا تخالفت فيه المحن والبلايا على المسلمين وكأن هذه المحن والبلايا مختبر أراد الله أن يصهر فيه جوهر جيش محمد ليتميز فيه الطيب من الخبيث، كما أشار القرآن الكريم إلى هذا بقوله {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}.
[مقارنة بين بدر وأحد]
وإذا كان الوئام والاتفاق ومراعاة الانضباط العسكري وعدم الشغب على القائد الأعلى النبي، وعدم مخالفته قد واكب المسلمين (في غزوة بدر) منذ تحرك الجيش الإسلامي من المدينة حتى رجوعه إليها، فإن المسلمين في (غزوة أحد) قد صاروا يواجهون المتاعب والاختلاف منذ بدأ جيشهم في التحرك من المدينة نحو العدو في أحد بل قبل أن يتحرك هذ الجيش.
وقد كانت أولى هذه المتاعب الاختلاف الذي حدث بين القائد الأعلى النبي (يوافقه عبد الله بن أبي زعيم الخزرج) وبين جمهرة قادة الجيش، يؤيدهم الشباب الذين فاتهم شرف الاشتراك في معركة بدر.
وذلك عندما طرح النبي - صلى الله عليه وسلم - على بساط البحث، موضوع ملاقاة