وقد رجع هذا المنافق (ابن أُبَي) بكتيبة النفاق هذه، وانفصل بها عن الجيش النبوي في ذلك الظرف الدقيق، متظاهرًا بالاحتجاج بأَن الرسول عصاه وأَطاع غيره من الشباب حينما قرر الخروج إلى العدو، الأمر الذي كان يعارض فيه.
وقد أَفصح هذا المنافق على ذلك بقوله (وهو يحرض الجنود على العصيان في ذلك الظرف الحرج):
(لقد عصاني - يعني الرسول - وأطاع الولدان، ومن لا رأي له، سيعلم، ما ندري علام نقتل أنفسنا؟ ارجعوا أيها الناس) فرجع معه أهل الريبة والنفاق.
[هدف المنافقين من التمرد]
ولا شك أن الباعث الرئيسي لهذا التمرد لم يكن (كما ادّعى زعيم المنافقين) مخالفة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لرأي عبد الله بن أُبَي حول المكان الذي يأتي فيه المسلمون المشركين.
وإنما الباعث الحقيقي لهذا التمرد في ذلك الظرف الدقيق، هو إحداث البلبلة والاضطراب في جيش المسلمين على مرأى ومسمع من عدوّهم ليكون ذلك أَسرع في القضاء عليهم.
ولقد كاد ينجح رأْس النفاق في تحقيق ما كان يهدف إليه من تمزيق جيش المسلمين ونسف وحدته وكاد الاضطراب والاختلاف يحدث داخل الجيش النبوي على أثر انسحاب هذا المنافق بعصابته