للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان الذي يقود المسلمين ويتقدم صفوفهم القائد الأول (زيد بن حارثة) فلقى الرومان وأعوانهم، من المسلمين الأهوال. حتى أن بعض الرومان (مع كثرتهم الهائلة) بدأ يركن إلى الفرار. لهول ما لاقى من عسكر الإسلام.

غير أن عامة الجيش الروماني ظلوا يقاتلون بشدة وعنف محاولين (عبثا) اقتحام مواقع المسلمين في (مؤتة) لتطويقهم تمهيدا لإبادتهم.

ولكن الرومان (في كل محاولة) يبوءون بالفشل ويفقدون مزيدًا من القتلى. حيث ظل المسلمون صامدين. والحرب سجال بينهم وبين الرومان.

ولا أدل على ضراوة المعركة واستبسال المسلمين فيها من أن هذه المعركة استمرت سبعة أيام يتجالد فيها الفريقان طوال النهار. حتى يحجز بينهم ظلام الليل فيكفوا عن القتال.

وللمنصف أن يتصور أية بطولة كان عليها المسلمون.

والنصف سيدرك أي مستوى رفيع من الشجاعة والبطولة والتضحية والفداء والإيمان العميق كان عليه المسلمون عندما يعلم أنهم (وهم ثلاثة آلاف محارب) استمروا يخوضون المعركة بصبر وشجاعة طوال سبعة أيام ضد جيش قوامه مائتا ألف مقاتل. دون أن يتمكن هذا الجيش من تسجيل أي نصر يذكر على المسلمين.

[متى وكيف استشهد القادة الثلاثة]

لقد ذكر بعض المؤرخون أن معركة مؤتة استمرت سبعة أيام (١).


(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>