للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[جابر بن عبد الله]

ولم يسمح الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأحد (من غير عسكر أُحُد) بالاشتراك في حملة لواء الأسد إلا لرجل واحد هو جابر بن عبد الله (١)، الذي قدم التماسًا خاصًّا إلى القائد الأعلى الرسول ليسمح له في هذه الحملة وكان من الأسباب الوجيهة التي تذرع بها هذا الشاب ليسمح له الرسول بالاشتراك في الحملة، هو أنه كان قد فاته شرف الاشتراك في معركة أحد مع حرصه الشديد على ذلك، لأن أباه عبد الله بن عمرو بن حرام (٢) لم يسمح له بالاشتراك فيها وأمره بالبقاء في المدينة إلى جانب أخواته السبع اللاتي لم يبق بينهن رجل سواه.

فقد روى ابن إسحاق، أن جابر بن عبد الله رضي الله عنه جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:

يا رسول الله، إن أبي كان قد خلفني على أخوات لي سبع، وقال يا بني، أنه لا ينبغي لي ولا لك أن تترك هؤلاء النسوة، لا رجل فيهن ولست


(١) هو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الخزرجي الأنصاري من مشاهير الصحابة، غزا (في سبيل الله تسع عشرة غزوة) لم يشهد جابر بدرًا، ويظهر أن أباه قد طلب منه ذلك كما طلب منه في أحد ليبقى مع أخواته السبع، كان جابر من المكثرين في رواية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أوعية العلم، فكان له حلقة في المسجد النبوي يؤخذ فيها عنه العلم، وكان آخر من مات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة (على ما رواه ابن حجر في الإصابة) مات رضي الله عنه سنة ٧٤ هـ وذكر البخاري في تاريخه، أن الحجاج شهد جنازته، روى له أصحاب الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ١٥٤٠ حديثًا ذكر ذلك ابن حزم، في كتابه جوامع السيرة.
(٢) قتل شهيدًا في أحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>