للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجعل الغلام يقول: وايداه، وايداه، وتجتمع الإبل، فجعل سيده يقول: قل هكذا بالإبل، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يضحك (١).

نصرة أهل اليمن للإِسلام:

وذكر أصحاب السير والمغازى أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشر أصحابه "وهو في طريقه إلى تبوك" بأن الله سيكتب الغلبة والنصر للمسلمين على فارس والروم والاستيلاء على ممالكهم وأن أهل اليمن سيكونون قوة ضاربة ذات أثر فعال في نصر الإِسلام بالجهاد. فقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه - وهم سائرون إلى تبوك -: ألا أبشركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: إن الله أعطانى الكنزين فارس والروم وأمدنى بالملوك ملوك حمير، يجاهدون في سبيل الله ويأكلون في الله (٢).

وهذا من أعلام النبوة، فقد أثبتت الأحداث بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم - وعلى مدى التاريخ المشرق للإِسلام - وخاصة في فتح الشام وأفريقيا أن أهل اليمن كانوا قوة فعالة لإِعلاء كلمة الله، وكانت الإمدادات منهم عظيمة في عهد الخليفة الصديق عندما اجتازت جيوشه حدود الشام والعراق للجهاد وكان أحد قادة الجيوش الأربعة في الشام يمانيًا وهو شرحبيل بن حسنة، كما كان ذو الكلاع الحميرى أحد ملوك حمير أحد قادة الجيوش البارزين في النجدات التي جاءت من اليمن. وفي اليرموك.

النبي يصلى مأمومًا خلف إمام من أصحابه:

وأثناء التحرك إلى تبوك، وبين الحجر وتبوك على وجه التحديد، صلى النبي صلى الله عليه وسلم خلف عبد الرحمن بن عوف، وكانت تلك أول مرة يصلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم في حياته خلف غيره من المسلمين، فقد جاء في مصادر التاريخ أن الجيش وقت صلاة الصبح انتظروا الرسول صلى الله عليه وسلم فتأخر لبعض شأنه، فخاف الجيش أن تطلع الشمس


(١) مغازي الواقدي ج ٣ ص ١٠١١.
(٢) مغازي الواقدي ج ٣ ص ١٠١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>