للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أبيّ بن كعب (١) ليقرأه عليه، وبعد أن عرف الرسول - عليه السلام - مضمون رسالة عمه العباس، طلب من أُبيّ بن كعب أن يكتم الخبر، ولا يبوح لأَحد منه بشيء.

[استعداد المدينة للمعركة]

ونهض - صلى الله عليه وسلم - من فوره، وعاد إلى المدينة. وأخذ في الاتصال بقادة المهاجرين والأَنصار، ليتداول معهم الأَمر لمواجهة الموقف.

وكان - صلى الله عليه وسلم - قد استدعى سيد الأَنصار سعد بن الربيع وأَطلعه على خبر رسالة العباس. فقال والله إني لأَرجو أن يكون خيرًا، فاستكتمه إياه. فلما خرج رسول - صلى الله عليه وسلم - من عند سعد، قالت له امرأَته، ما قال لك رسول الله؟ ؟ .

فقال لها لا أُمّ لك وأنت وذاك، فقالت قد سمعت ما قال لك، وأخبرته بما أسرّ به إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - فاسترجع سعد، وأَخذ بيد زوجته ولحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأَخبره خبرها، وقال: يا رسول الله، إني خفت أن يفشو الخبر فترى أنى أَنا المفشى له وقد استكتمتني إياه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلّ عنها.


(١) هو أبي بن كعب بن قيس بن عبيد الأنصاري النجاري، سيد القراء، صحابي جليل شهاد بيعة العقبة الثانية, وشهد بدرًا والمشاهد كلها مع رسول الله وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم، ليهنك العلل أبا المنذر، (إن الله أمرني أن أقرأ عليك) وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسميه سيد المسلمين، وكان أول من كتب للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان يعد من أصحاب الفتيا الستة، كان عمر يسأله عن النوازل ويتحاكم إليه في الہمعضلات، روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة وسبعة وخمسين حديثًا، مات كعب رضي الله عنه سنة ثلاثين هـ في عهد عمان بن عفان.

<<  <  ج: ص:  >  >>