للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كيف أعدم سيد بني قريظة]

وبعد أَن تمّ إعدام سيد بني النضير (حُيَيّ بن أَخطب) جاءَ الحرس النبوى إلى ساحة الإِعدام بسيد بني قريظة (كعب بن أسد). وكان كعب هذا على جانب كبير من العقل وبُعْد النظر، وكان كارهًا لنقض العهد وغير راغب في الغدر بالمسلمين، بل إنه كان يميل إلى الإسلام، لذلك دعا قومه إِلى اعتناقه, ولكن غلبت عليه وعليهم الشقوة، وغلب عليه شيطان بني النضير حُيَيّ بن أخطب حتى انحرف به عن الخط المستقيم الذي كان يريد السير عليه، فقاده وقاد قومه بني قريظة في النهاية إلى ذلك المصير المخيف وهو الإِعدام.

وقد كان كعب بن أَسد (على النقيض من حُيَيّ بن أَخطب) يمتاز عليه بعفة اللسان ووفرة الأَدب.

فعندما جاء الحرس بهذا الزعيم اليهودى لتنفيذ حكم الإِعدام فيه، قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - .. يا كعب، قال .. نعم يا أَبا القاسم.

قال .. ما انتفعتم بنصح ابن خراش (١) لكم وكان مصدقًا بي، أَما أَمركم باتباعى وإِن رأَيتموني تُقرؤني السلام؟ .

قال .. بلى والتوراة يا أَبا القاسم، ولولا أَنْ تعيّرني يهود بالجزع من السيف لاتَّبعتك , فأَمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أَن يقدم فتضرب عنقه، فضربت (٢).


(١) ابن خراش حبر من أحبارهم الكبار مات قبل ظهور النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان يوصيهم باتباع النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٢) السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>