للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكشافة في جيش العدو]

أَما قريش فبعد أَن اطمأَنت في معسكرها بالعدوة القصوى من الوادي بثت سلاح استكشافها حول جيش المدينة، للتعرف علي حقيقته ومدي قوته، فدار عمير بن وهب (١) أَحد رجال استخبارات جيش مكة، حول جيش المدينة، ثم عاد إلى قريش ليخبرهم أَن جيش محمد هو ثلاثمائة مقاتل يزيدون قليلا أَو ينقصون قليلا، ثم ضرب بفرسه راكضًا خلف جيش المسلمين، للاستكشاف فيما إذا كان هناك كمين يحمى ظهور المسلمين أو عدهم عنداللزوم، ولكنه عاد وطمأَن قريش بأن لا وجود لأَي كمين للمسلمين.

[البلايا تحمل المنايا]

غير أنه (كخبير عسكري) نصح قادة مكة وحذرهم قائلا يصف رجال جيش محمد - صلى الله عليه وسلم -:

لقد رأيت البلايا تحمل المنايا ... نواضح (٢) يثرب تحمل الموت الناقع (٣)، قوم ليس معهم منعة ولا ملجأَ إلا سيوفهم، والله ما أَري أَن يقتل رجل منهم حتى يقتل رجلا منكم، فإذا أَصابوا منكم أَعداءَهم، فما خير العيش بعد ذلك؟ ؟ فروا، رأْيكم.


(١) هو عمير بن وهب بن خلف الجمحي القرشي، كان من شياطين قريش، ذهب إلى المدينة بعد وقعة بدر لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم فهداه الله للإسلام، فصار من أكبر دعاته وأنصاره.
(٢) النواضح: الإبل التي يستقي عليها.
(٣) موت ناقع، دائم.

<<  <  ج: ص:  >  >>