وبعد أن شفى المشركون غليلهم بالتمثيل بجثث شهداء الإسلام، وعرفوا مبلغ خسارة الفريقين من القتلى قرروا الانصراف فأصدر القائد أبو سفيان أوامره بذلك إلى الجيش فتجهز.
وقبل أن ينصرف أبو سفيان بجيش مكة من أحد صعد إلى جبل قريب من المسلمين وأشرف منه (ليفتخر على المسلمين، ويبدى لهم اغتباطه بما أصابهم في المعركة).
فقد صرخ بأعلى صوته من على الجبل (يخاطب نفسه في زهو جاهلي) أنعمت فعال (بفتح تاء أنعمت) وهي كلمة يقولها الرجل منهم إذا أراد الافتخار بعمله.
ثم نادى يخاطب المسلمين قائلًا:
الحرب سجال، يوم بيوم، يوم علينا ويوم لنا، ويوم نساء ويوم نسر، ثم قال:
أُعل هبل (أي أظهر دينك).
و(هبل)(صنم قريش الأكبر).
فلما قال أبو سفيان ذلك، أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - عمر بن الخطاب بأن يجيبه قائلًا: