للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليهود) تحت لواء الإسلام، وخاصة بعد الانتصار الساحق الذي حققه المسلمون في بدر على المشركين.

[اغتباط اليهود بزحف قريش إلى بدر]

لقد كاد اليهود يطيرون فرحًا عند سماعهم تحركات الجيش المكي في السنة الثانية للهجرة نحو بدر لضرب المسلمين، وكانوا يعلقون أكبر الآمال على نشوب المعركة بين الفريقين في بدر.

فقد كانوا يظنون أن جيش مكة الكبير سيكفيهم مؤونة القضاء على النبي - صلى الله عليه وسلم - واتباعه، وبالتالي سيجتث جنور الدعوة الإسلامية من الأساس، لذلك كانوا حريصين كل الحرص على التقاء الجيشين في بدر، وكانوا يتمنون - بل يتوقعون جازمين - أن النصر والغلبة ستكون للمشركين على المسلمين، لأن كل شيء مادي يوجب الاعتقاد الجازم (من الناحية المجردة) بأن النصر في معركة بدر سيكون - إذا ما نشبت - حليف جيش مكة الذي بلغ تعداده ألف مقاتل مسلحين أحسن تسليح ومجهزين أحسن تجهيز، يقابله في الجانب الآخر ثلاثمائة مقاتل من المسلمين أكثرهم حفاة لا دروع لهم ولا مغافر.

وكجزء من الحرب النفسية العنيفة التي كان اليهود قد بدأوها ضد الإسلام والمسلمين، وفي الظروف التي نشبت فيها معركة بدر الكبرى، وقبل أن تتلقى المدينة أخبار نتائجها النهائية، كان اليهود - يؤازرهم المنافقون - قد نظموا حملة دعائية واسعة من الإرجاف والتشويش

<<  <  ج: ص:  >  >>