للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمون خط الدفاع الأول المتمثل في الحصون والقلاع الأمامية التي أخلوها من كل شيء، ولم يسمحوا لأحد أن يبقى فيها غير حملة السلاح الذين امتلأت بهم ساحات وأبراج هذه الحصون.

كما نقلوا (كجزء من خطة المواجهة) شيئًا عظيمًا من المواد الغذائية إلى خط الدفاع الثاني ليكون ذلك عونًا لهم على مواجهة الحصار الذي كانوا يتوقعونه.

[اختلاف قادة اليهود في وضع الخطط]

وكان قادة اليهود عندما أحسوا بمسير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم بجيشه عقدوا مجلسًا عسكريًا تبادلوا فيه الرأي حول أفضل الخطط التي يجب اتباعها لمواجهة جيش الإسلام الغازى.

وأثناء بحث هذا الموضوع انقسم قادة اليهود إلى فئات ثلاث: فئة ترى أن يتحصن اليهود في الحصون والقلاع ويقاتلوا المسلمين من وراء الأسوار بحجة أن ذلك يُضْجِر المسلمين فيجبرهم في النهاية على الانسحاب دون أن يقدروا على اقتحام الحصون لمناعتها وكثرة المقاتلين فيها.

وفئة ترى أن على يهود خيبر أن يُعسْكروا خارج الحصون والقلاع ويواجهوا المسلمين في العَراء فيخوضوا معهم معركة فاصلة خاطفة بدلًا من التحصن داخل الحصون والقلاع.

وكان على رأس الفريق الثاني أحد قادتهم الكبار وهو الحارث الملقب (بأبي زينب) وهو أخو (مرحب الفارس المشهور) وكلاهما من قبيلة حِمْيَر (١).

فقد قال أبو زينب (٢) (شارحًا وجهة نظره ومحبذًا البروز للمسلمين): إني قد رأيت من سار إلى (محمد) من الحصون، لم يكن لهم بقاء بعد أن


(١) انظر سيرة ابن هشام.
(٢) قتل أبو زينب هذا مبارزة عند باب حصن ناعم وكان أول قتيل من قادة اليهود الكبار، قتله علي بن أبي طالب، وقال آخرون قتله أبو دجانة.

<<  <  ج: ص:  >  >>