للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شئت لم تعبد بعد اليوم أَبدًا، فأَخذ أَبو بكر بيده - وكان معه في المقر - وقال: حسبك يا رسول الله أَلححت على ربك.

قال ابن إِسحاق: وخفق النبي - صلى الله عليه وسلم - خفقة في العريش (أَي أَدركهـ النعاس) ثم انتبه فقال .. أَبشر يا أَبا بكر أَتاك نصر الله، هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده على ثنايا النقع.

وقد اشتركت الملائكة في المعركة لتقوية الروح المعنوية في نفوس المسلمين، وقد أَشار القرآن الكريم إلى هذا بقوله:

{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (٩) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (١).

ويظهر أَن الملائكة لم يشتركوا في القتال وإنما جاءُوا لتقوية قلوب المسلمين ورفع روحهم المعنوية، وهذا ما يفهم من قوله تعالى {وما جعله الله لا بشري لكم ولتطمئن به قلوبكم} (٢).

[النبي في المعركة]

وعندما استعر لهيب المعركة اقتحمها النبي - صلى الله عليه وسلم - بنفسه وراع المشركين أَن رأَوا النبي القائد يخوض غمار المعركة بنفسه. ومعه حرس قيادته وعامة أَصحابه يندفعون نحو عدوهم كالسيل، يدمرون كل قوة تقف في طريقهم، والنبي في مقدمتهم، يثب في درعه وهو


(١) الأَنفال آية ٩, ١٠.
(٢) قال الشوكانى في تفسيرة عند تفسير هذه الآية - وفي هذا إشعار بأن الملائكة لم يقاتلوا، بل أمد الله المسلمين بهم للبشرى لهم وتطمين قلوبهم وتثبيتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>