للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد أجّلوا تنفيذ حكم الإعدام في هذين الصحابيين الكريمين حتى تنقضى هذه الأشهر التي لا يسفك العرب فيها دمًا.

ولذلك فقد أودعت قريش هذين الأسيرين السجن في انتظار انقضاء أيام الأشهر الحرم، ولما انقضت أيام هذه الأشهر أعدم مشركوا مكة أسيريهما، وبطريقة هي غاية في الوحشية والبشاعة.

[كيف أعدمت قريش الأسيرين]

ولما كان المشركون (يوم ذاك) لا يستبيحون سفك الدم داخل حدود الحرم فقد خرجوا بهذين الصحابيين الكريمين إلى ما وراء حدود الحرم.

وهناك - وفي منطقة التنعيم بالذات - قتل المشركون زيد بن الدّثنة وخبيب بن عدي.

أما زيد بن الدثنة فقد سلمه صفوان بن أمية إلى مملوكه يقال له نسطاس (١) وأمره بقتله ففعل، وقد حضر تنفيذ هذه الجريمة البشعة زعماء مكة معهم النساء والصبيان والعبيد وفيهم أبو سفيان بن حرب.

ولقد أظهر هذان الصحابيان العظيمان ضروبًا من الشجاعة والثبات على العقيدة ما جعلهما في أعلى مستويات الصديقين والشهداء.


(١) نسطاس، مولى صفوان بن أمية الجمحى، شهد أحدًا مع المشركين وأنقذ مولاه صفوان من الموت إذ طعن بخنجر رجلًا من المسلمين كاد يقتل صفوان بن أمية هداه الله للإسلام.
ولا يعرف تاريخ إسلامه، ويظهر أنه أسلم عام الفتح.

<<  <  ج: ص:  >  >>