للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا أن الواقدي ذكر أن صفية وقعت سبيَّة في أيدى المسلمين في حصن (النزار) الذي يقع في الشطر الأول من مدينة خيبر الذي لا يوجد فيه شيء من حصون ابن أبي الحقيق، ويذكر سبب ذلك فيقول: حدثني عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر، قلت لجعفر بن محمود: كيف صارت صفية في حصن النزار في الشق، وحصن آل أبي الحقيق بسلالم (أي في القسم الثاني) ولم يسب في حصون النطاة من النساء والذريَّة أحد ولا بالشق، إلا حصن النزار؟ .

فقال: إن يهود خيبر أخرجوا النساء والذرية إلى الكتيبة وفرّغوا حصن النطاة للمقاتلة، فلم يسب أحد منهم إلا من كان في حصن النزار، صفيّة وابنة عمها ونسيّات معها .. وكان كنانة بن أبي الحقيق قد رأى أن حصن النزار أحصن ما هنالك فأخرجها في الليلة التي تحوّل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صبيحتها إلى الشق حتى أُسرت وبنت عمّها ومن كان معهما من ذرارى اليهود، وبالكتيبة من اليهود ومن نسائهم وذراريهم أكثر من ألفين (١).

وفي مكان آخر قال الواقدي وروى عن صفية نفسها قالت: وجعلت اليهود ذراريها في الكتيبة وجرّدوا حصون النطاة للمقاتلة، فلما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر وافتتح حصون النطاة ودخل عليَّ كنانة فقال: قد فرغ محمد من النطاة، وليس ها هنا أحد يقاتل، وقد قُتِلَت اليهود حيث قُتل أهل النطاة وكذبتنا العرب (يعني غطفان الذين خذلوا اليهود ولم يقاتلوا إلى جانبهم) فحوّلنى إلى حصن النزار بالشق - قال وهو أحصن ما عندنا - فخرج حتى - أدخلنى وابنة عمّى ونسيّات معنا، فسُبيتُ في النزار قبل أن ينتهى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الكتيبة (٢).

[تخيير النبي صفية بين الإسلام والرجوع إلى أهلها اليهود]

وكانت صفية قد وقعت (كما في صحيح البخاري) في سهم أحد أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو دحْية الكَلبي (٣) فجاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر


(١) مغازى الواقدي ج ٢ ص ٦٦٩ تحقيق الدكتور مارسدن جونس.
(٢) مغازى الواقدي ج ٢ ص ٦٧٤ و ٦٧٥.
(٣) انظر ترجمته في كتابنا (غزوة بني قريظة).

<<  <  ج: ص:  >  >>