ولهذا كان من الطبيعي أَن يتحيّن المسلمون الفرص لضرب هذه القبيلة وإرهابها وكسر شوكتها بنقل المعركة إلى ديارها وضربها في منازلها ومسارحها.
لا سيما وأَن المسلمين يتهيئون لخوض معركة فاصلة مع اليهود في خيبر التي تقع هؤلاءِ منازل الفزاريين بينها وبين المدينة. الأَمر الذي يحتم على القيادة العليا في المدينة القيام بعمل عسكري حاسم تكون به خطوط المسلمين في مأْمن عندما يقومون بالزحف على مدينة خيبر والذي قاموا به (بالفعل) في أَوائل السنة السادسة من الهجرة.
الصدِّيق القائد:
وجهَّز الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - لتأْديب (فخيذة بني بدر من قبيلة فزارة) حملة عسكرية قوية اختلف المؤرخون في القائد الذي أُسندت إليه قيادة هذه الحملة الكبيرة.
فابن سعد يذكر في طبقاته الكبرى أَن قيادة هذه الحملة أُعطيت لزيد بن حارثة .. بينما يذكر الإِمام مسلم في صحيحه (عن سلمة بن الأَكوع): أَنَّ قائد هذه الحملة هو أَبو بكر الصدِّيق.
وعلى كل ... فإن الروايتين ليس بينهما اختلاف في التفاصيل. ونحن نرجح رواية الإِمام مسلم لأَنه (وصحيح البخاري) أَصح الكتب وأَصدقها بعد كتاب الله تعالى.
تحرك القائد الصديق من المدينة على رأْس قوة كبيرة من المهاجرين والأَنصار (لم أَر أَحدًا من المؤرخين ذكر عدد أَفرادها) وكان تحرُّكه في