إن على أهل اللواء حقًّا ... أن تُخْضَبَ الصعدةُ أو تندقا
وبعد إتمام التعبئة تقارب الجمعان، فجاشت العواطف وركضت القلوب بين الجنوب، واحمرت الحدق، وارتفع غليان الدم في العروق، واختلط صهيل الخيل بقعقعة السلاح، ونداءات الأبطال وصيحات الفرسان.
[هجوم المشركين]
كان المشركون يوم أُحد هم البادئين بالهجوم، فقد قامت قوة من مشاتهم بقيادة الخائن (أبي عامر الراهب الأوسي) تساندها كوكبة من الفرسان بقيادة عكرمة بن أبي جهل على جناح المسلمين الأيسر بغية تحطيم هذا الجناح والتسرب إلى داخل الشعب الضرب المسلمين من الخلف، لإحداث الارتباك في صفوفهم.
ولكن مواقع الجيش الإسلامي التي اختارها الرسول لمرابطة جيشه قبل المعركة واحتلال هذا الجيش المواقع التعبوية الهامة في جبل الرماة عند مدخل الشعب أحبط هذه المحاولة إحباطًا كاملًا، حيث قوبل هذا الهجوم (وخاصة هجوم الفرسان) بسيل منهمر من نبال الرماة في الجبل، كما تصدى المشاة (بقيادة الزبير والمقداد) للمهاجمين وقاوموهم مقاومة عنيفة، مما أجبر المهاجمين على الارتداد، وقد ساعد في تشتيت المهاجمين (على ما يظهر) رجال رابطوا في مواقع مختارة من جبل أُحد رجموا المهاجمين بالحجارة وسلطوا عليهم (من الصخور) قطعًا كبيرة دحرجوها نحوهم، فأحدثت الارتباك في تشكيلاتهم وأجبرتهم على الابتعاد من سفح الجبل.