للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أذينة يحاصر عاصمة الفرس]

ولم يكتف الملك أذينة بتحرير المناطق الواقعة ما بين النهرين وتطهيرها من حكم الفرس. بل ذهب إلى أبعد من ذلك فعبر النهر. وضرب الحصار على المدائن عاصمة الفرس مرتين وكادت تسقط في يده لولا اضطراره إلى فك ذلك الحصار. والتوجه إلى حمص. لمعالجة تمرد قام به أحد القادة الرومان ضده فقضى على ذلك التمرد. حيث قتل القائم به. ثمَّ قرر العودة لضرب الحصار على عاصمة الفرس بغية احتلالها ولكن القدر عاجله حيث لقى مصرعه في حمص على يد ابن أخيه خيران واسمه "معنّى" وذلك في عام ٢٦٧ م.

وقد قتل مع الملك أذينة ابنه "هيروديس" في عملية الإغتيال.

غير أن أهل حمص "لما يتمتع به الملك أذينة بينهم من احترام" لم يمهلوا ابن أخيه القاتل حتى ألحقوه به، فلم يكد معنيّ بن خيران يعلن نفسه ملكًا على الشام حتى هبرته سيوف أهل حمص فقضوا عليع وعلى العصابة التي ساندته في اغتيال عمه الملك الشجاع المحبوب أذينة بن أذينة.

ومن الجدير بالذكر أن الملك أذينة لم يمت حتى وصل سلطانه إلى سواحل البحر الأسود بآسيا الصغرى حيث قهر جيشه قوات القوط الذين نزلوا في اليابسة من البحر الأسود قاصدين احتلال آسيا الصغرى والشام كلها مغتنمبن فرصة انشغال الملك أذينة بمحاصرة طفسون "المدائن" عاصمة الفرس.

وبمصرع الملك أذينة بن أذينة انطوت صفحة من أروع صفحات البطولة والطموح والشجاعة والحزم والحنكة السياسية المتمثلة في ذلك الملك الذي عاجلته المنية وهو في عنفوان الشباب (١).

[الملكة الزباء سيدة المشرق]

كان أذينة بن أذينة الملك الثاني لتدمر. قد تزوج من فتاة من أسرة آل


(١) انظر مزيدًا من التفاصيل عن تاريخ هذا الملك الشاب العظيم في كتابنا (العرب في الشام قبل الإِسلام).

<<  <  ج: ص:  >  >>