(مسلمهم وكافرهم) إلا أبا لهب (عم النبي - صلى الله عليه وسلم -) فإنه صارحهم العداوة ورفض الانضمام إليهم وانضم إلى خصومهم.
وبهذا التصريح الذي أدلى به أبو طالب وأَبلغه زعماءَ مكة رسميًا، دخل النزاع بين الوثانية والإسلام في طور جديد، وازدادات مخاوف قريش أَكثر من ذي قبل، لا سيما بعد موقف التحدي الذي وقفته لهما وزنهما الكبير بين القبائل المكية، سواءٌ كان ذلك في ميدان الحرب أو السياسة.
ولا شكَّ أن قريشًا قد فكرت في شن حرب دموية على قبيلتي بني الإسلام، ولكن عقلاءَ قريش خافوا مغبة هذه الحرب الأَهلية التي خوفهم منها دائمًا هو الذي كان يحول بينهم وبين الإقدام على قتل النبي الأَعظم.
ولذلك عدلوا هذه المرة (أيضًا) عن اتباع خطة الحرب الدموية لمقاومة دعوة الإسلام (ولو مؤقتًا) ولجأُوا (بدلا عنها) إلى حرب المقاطعة، وهي لا شك حرب قاسية لا تقل ضررًا عن الحرب الدامية، ففرضوا الحصار الاقتصادي على قبيلتي بني هاشم وبني المطلب، كما اتبعوا خطة عزل هاتين القبيلتين عن المجتمع القرشي عزلا تامًّا.
قريش تساوم الرسول شخصيًا
غير أن قريشًا قبل أن تقدم على تنفيذ مخطط الحصار الاقتصادى والعزل الاجتماعى، لجأَت إلى مساومة النبي - صلى الله عليه وسلم - شخصيًا، لعله يقبل المساومة فتنتهى الخصومة.