قوتهم المالية، فصار سادات بني النضير أمثال (حُيَيّ بن أخطب وكنانة بن الربيع، وسلّام بن أبي الحُقيَق)، هم سادة خيبر الحقيقيون.
لم يتّعظ اليهود بما أصابهم في المدينة وما حل بهم من نفي نتيجة غدرهم وخيانتهم وتآمرهم، ولم يثمر اللين والتسامح الذي انتهجه النبي الأعظم - صلى الله عليه وسلم - معهم حين اكتفى بنفيهم من المدينة وسمح لهم بنقل كل ما يقدرون على نقله من أموالهم، بل أبت طبيعة الغدر والخيانة والتآمر السابحة في دمائهم إلا أن تسير بهم في طريقهم المألوف، طريق الدس والفتنة والتآمر وإثارة الحروب ضد المسلمين.
[اليهود وغزوة الأحزاب]
فقد ظلت أحلام العودة إلى يثرب والسيطرة عليها من جديد تراود زعماء خيبر الجدد من سادات بني النضير المنفيين من يثرب، وزادهم تشبثًا بأحلامهم وسدورا في غيهم أن رأوا خيبر قد دانت لهم، فرأوا حولهم من القوة فيها ووحدة الكلمة ما لم يروه بين بني دينهم في يثرب، لذلك شرعوا في التآمر من جديد على المسلمين وأخذوا يُعِدون العُدة لتهيئة ضربة إلى المسلمين قرروا أن تكون قاتلة لا حياة بعدها هذه المرة.
فلم تمض على نزولهم خيبر أيام معدودات حتى شرعوا بالاتفاق مع زعماء خيبر في إعداد خطط التآمر الجديدة الموجهة ضد النبي وصحبه في يثرب، وكانت نتيجة هذا السعي والإعداد أنه لم تمض على إقامتهم في منفاهم الجديد (خيبر) أربعة أشهر حتى خرجوا