للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَحس بالضرب قال: أَتؤمنوني على دمي وأُطلعكم على نعم لبعض القوم لم يعلموا بمسيركم إِليهم؟ قالوا: نعم.

فانطلقوا معه (بعد أَن أَمنوه) فأَمعن بهم في الطلب، حتى خافوا أَن يكون ذلك منه استدراجًا وغدرًا، فاستوقفه القائد (عكاشة) وقال له: والله لتصدقنا أَو لنضربن عنقك.

وهنا خاف فقال: ارتقوا هذا المكان المرتفع ثم انظروا. . فلما أَشرفوا من ذلك المكان الذي أَشار إِليه وجدوا نعمًا (١) رواتع فأَغاروا عليها فاستاقوها فإِذا هي مائتا بعير، فاكتفوا بذلك حيث فاتهم القوم هربًا، ثم عادوا إِلى المدينة ولم يلقوا كيدًا.

ولقد أَثبتت عمليات هذه الحملة العسكرية أَن الرعب من المسلمين قد شحن نفوس الأَعراب وحتى أَعظمهم شراسة وأَشدهم بأْسًا مثل قبيلة بني أَسد التي ما كان يتوقع أَحد أَنها (وهي القبيلة العظيمة) ستفرّ (وفيها آلاف الفرسان) بمجرد علمها أَن المسلمين ينوون القيام بغزو أَراضيها. . ولا شك أَن هذا مصداقًا لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "نصرت بالرعب" الحديث.

- ٣ -

غزوة بني لحيان (٢) - سنة خمس من الهجرة

ك انت قبائل بني لحيان هذه (وهي من قبائل الحجاز) قد غدرت باثني عشر من خيرة أَصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقتلوهم جميعًا بعد أَن


(١) النعم: الإبل.
(٢) لحيان (بكسر أوله وسكون ثانية) بطن من هذيل من العدنانية وقال القلقشندي - =

<<  <  ج: ص:  >  >>