للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لذلك جهّز حملة تأْديبية (إلى ديار بني أَسد)، صغيرة في عدد رجالها كبيرة في معناها عظيمة في تأْثيرها.

وقد أَسند النبي - صلى الله عليه وسلم - قيادة هذه الحملة إلى الصحابي الشهير (عكاشة بن محصن) وهو من بني أَسد أَنفسهم. . وكان عدد رجال هذه الحملة أَربعين فارسًا.

وقد أَمره بأَن يغير على بني أَسد في ديارهم.

فتحرك (عكاشة) برجاله، وما يزال يغذّ السير بهم ليفاجئ الوثنيين من قومه، غير أَن القوم نذروا (١) به قبل وصوله، فهربوا واعتصموا بالمناطق الجبلية من بلادهم، ولما وصل عكاشة (٢) إلى ديارهم لم يجد بها أَحدًا منهم.

غير أَن القائد عكاشة لم ييئس، فبعث بشجاع بن وهب (٣) طليعة (عينًا عليهم) فعاد وأَخبر القائد أَنه رأَى أَثر نعم قريبًا .. فتحرك بقواته في اتجاه الأَثر فوجد رجلًا نائمًا فسأَله عن بني أَسد، فقال: وأَين بني أَسد؟ ؟ قد لحقوا بعليات بلادهم عندما نذروا بكم.

ولما سأَلوه عن النَّعَم قال: أَخذوها معهم. غير أَن أَحد رجال استخبارات الحملة ضربه بالسوط للحصول منه على معلومات. . ولما


(١) نذر (بفتح أوله وكسر ثانيه) به أي علم به.
(٢) انتظر ترجمة عكاشة بن محصن في كتابنا (غزوة الأحزاب).
(٣) هو شجاع بن وهب الأسدي، من السابقين الأولين، شهد بدرًا وممن هاجر إلى الحبشة، قاله ابن إسحاق وموسى بن عقبة، كان شجاع بن وهب، سيدًا من سادات بني أسد، وكان مبعوث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الملك المنذر بن الحرث بن شمر الغساني، كما بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى جبلة بن الأيهم ملك الغساسنة المنتصر .. استشهد شجاع بن وهب في حروب اليمامة، قاله ابن سعد والكلبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>